إليها غير ساير المقامات فانه إذا قيل رأيت أسداً يرمي يكون معناه عدم إرادة معنى الأسد الّذي يكون هو الحيوان المفترس لا بعض مفهومه وفي المقام يكون المراد بالمجاز هو بعض افراد العام بعد التخصص يكون محكوما بحكمه وهذا في القرينة المنفصلة مع البناء على ان التخصيص المنفصل يوجب هدم ظهور العام (١) لا هدم حجيته فواضح لأن الذي يريد المعنى المجازي كيف لم يأت بالقرينة متصلة فكأنه يكون لاغيا لو أراد غير الموضوع له ولم يأت بالقرينة وحيث ان القرينة منفصلة نستكشف عدم كون المراد مجازا والإرادة الجدية منفكة عن الإرادة الاستعمالية فلا يقال انه لم يكن العام مراده الجدي بل مراده الجدي هو الخاصّ وهو بعد ذكر المخصص يظهر لأن للكلام ظهور وضعي فعند الاستعمال اما ان يراد ذلك فهو حقيقة أو يراد غيره فهو المجاز مع الإتيان بالقرينة لا بدونها واما على فرض عدم انهدام الظهور بل انهدام الحجية في العام المخصص بالمنفصل فائضا لا مجاز لأن العموم يكون باقيا بحاله حتى بعد التخصيص وانما يقدم الخاصّ لأقوائية ظهوره على ان ما ذكره قده لا يناسب معنى العام لأن أداة العموم تكون موضوعة لمعنى سعى عقلاني بسيط ولا جزء له فكيف جزاه قده وقال بان عدم دلالته على البعض لا ينافى دلالته على البعض الآخر وهو الباقي لأن هذا فرع ان يكون العموم ذا اجزاء فإذا كان بسيطا ومعناه الجميع (وبالفارسية همه) فيكون غير قابل للتجزية فكيف يجزيه فانه يسقط عن كونه جميعا بواسطة عدم شموله البعض وادعاء ان دلالة العام على الفرد يكون بنحو الإجمال وعلى
__________________
(١) أقول ومن هنا يظهر حجة المفصل بين المخصص المتصل والمنفصل ضمنا فلا تغفل.