القول بالإرادة المطلقة لله تعالى وهي ما صدر منها المراد بدون الشبهة والإرادة المعلقة المسماة بالمشية وهي ما صدر الشيء عنها بشرط فعل من الأفعال كما سنقول ان هذا من المذاهب السخيفة.
وما ورد من الروايات بان الصدقة وصلة الرحم تزيد في العمر وتدفع البلاء يكون معناه ان ما ذكر متمم مقتض لدفع البلاء الّذي يكون مقتضية أيضا موجودا فان جمع المقتضيات يوجب ان يحصل العلة التامة لدفع البلاء ولا نحتاج إلى ما قال بعض الفلاسفة من ان صلة الرحم حيث يوجب النشاط يلزمه طول العمر لأن له نقض بان بعض الموارد لا يوجب النشاط بل يحصل الغم لجهة من الجهات ولا نحتاج إلى القول بجهل الأنبياء بالواقع فان نظام الوجود يقتضى ذلك.
يعنى ان الله تبارك وتعالى حيث يكون علمه عين الانكشاف يعلم ان زيدا مثلا يكون له مقتضى المرض وحيث انه يتصدق يدفع عنه المرض وهكذا النبي مثلا فإذا تصدق ودفع عنه المرض لا يكون هذا وجها لأن نقول بان إرادة الله تعالى قد تغيرت أو علمه تعالى قد تغير فان العلم ليس علة للصدور بل علته هي الإرادة فالصدور من جهتها الا على القول بعينية العلم والإرادة وليس كذلك.
والحاصل : انا نرى في الروايات ان الزناء مثلا لازمه منع السماء من المطر وذهاب البركة وفي مقابلها روايات ان الصدقة مثلا تدفع البلاء فان معنى الأولى ليس ان هذا علة تامة لذلك بل معناه ان مقتض ومعنى الثانية انها مانعة والمقتضى يؤثر اثره إذا لم يكن مانع في البين كما ان الطبيب يحكم بان هذا المريض لا يكون لمرضه دواء ويموت في اليوم الفلاني ثم يدعوا هذا المريض أو أقرباؤه ولا يموت في ذلك الوقت فان المقتضى للموت كان ولكن وجد المانع وهو الدعاء والطبيب يكون جاهلا بما يقع بالأخرة ولكن الله تعالى وبعض السفراء يعلمون ما يقع آخر الأمر من عدم الموت ولا يلازم هذا جهلهم صلوات الله عليهم.
وهكذا كل ما أخبر به الأنبياء والأئمة عليهمالسلام من ان الأمر الفلاني سيقع ولم