يقع فانه ليس بكذب بل اخبار بالمقتضى ودفع الأمر بواسطة الصدقة أيضا اخبار به كذلك وفي الروايات قرائن لما ذكرناه وهو شايع في البيانات العرفية كما يقول الصديق لصديقه قد سقطت عن الاعتبار فلا تغفل مع انه لم يسقط ولكن تم المقتضى لسقوطه بحيث لو غفل وفعل فعلا آخر يوجب سقوطه لتمامية الاقتضاء.
ومثل ذلك الاخبار بوقوع الزلزلة عن العلماء الطبيعي ثم يحدث قنوات يوجب منعها أو يدعو الناس فيدفع عنهم البلاء فمعنى البداء هو ان الناس يظهر لهم ما لم يعلموا لا ان الله تعالى ظهر له شيء أو الأنبياء صلوات الله عليهم.
ولا يخفى انه لا يكون التعبد بكيفية البداء من الشرع مثل كيفية الرجعة بل المسلم انه يجب الاعتقاد بها على حسب ما ورد الروايات المتواترات مجملا نعتقد بأنه يكون هذا حقا وما ورد من الشرع أيضا بيان في معناه.
ومن ما ذكرناه يظهر ضعف ساير المسالك.
الأول ما قيل من ان البداء يكون لنكتة ان لله تعالى علمين علم مخزون عنده مختص بذاته وعلم غير مخزون فما هو المخزون له تعالى ومنه البداء وما ليس بمخزون فيحصل لغيره تعالى من الأنبياء والأوصياء والأولياء على حسب مراتبهم.
وفيه أن البداء كما ذكرنا لا يكون له بيان من الشرع وما ورد في اللغة هو ظهور ما خفي ويصدق هذا المعنى بان يكون الشيء مخفيا عن الناس فيمكن ان يكون غير خفي للأنبياء والأئمة عليهمالسلام واما مخزونية العلم ليست جزافية فانه ليس البخل للمبدإ تعالى بالنسبة إلى الإفاضة بل معناه هو ان العلم الذي لا يمكن للمخلوق أخذه لعدم ظرفيته له يكون مختصا بذاته وهو العلم بكنه ذاته فيكون في التشبيه كمرآة فان خلفها لا يرى فيه شيئا وأمامها يرى فيه كل ما يقابله فالذات والعلم بكنهه يكون مخفيا على الناس كخلف المرآة وما دونه كأمامه ممكن لغيره ان يعلمه والبداء ليس من العلم بكنه الذات.
لا يقال ان لنا روايات بان البداء يكون من العلم المخزون كما في الوافي