العرش استوى» على شيء ينكره العقل الضروري نفهم عن كلمة استوى معنى آخر وهو كون معناها استولى بتفسير أهله.
فإذا عرفت ذلك مجملا فنقول قد ظهر لك الاحتياج إلى بحث تام ودقة كاملة في فهم الظهورات من الألفاظ.
ويظهر ان مباحث الألفاظ في علم الأصول من أهم المباحث وأدقها ولا بد لكل ناطق وباحث ومفسر وفيلسوف وفقيه من كونه خبرة في كيفية فهم الظهورات من الألفاظ ولا يختص هذه المباحث بالفقيه فقط فان الأصول العملية ان كانت مختصة بالفقيه لكون فائدة قواعدها غالبا في الفقه من البراءة والاستصحاب وقاعدة التجاوز والفراغ وأصالة الصحة وغيرها فمباحث الألفاظ لا تختص بعالم دون عالم فان الفيلسوف في مباحث الإلهيات بالمعنى الأعم أو بالمعنى الأخص أو في الطبيعيات إذا آل امره إلى الاستفادة من آية أو رواية بل إلى الاستفادة عن كلام من سبقه تأييدا لكلامه لا بد له من ملاحظة ظهور هذا الكلام فيما اراده وهكذا غيره.
فإذا دققت النّظر ترى ان صحة استعمال اللفظ فيما يناسب له وانه لا بد له ان تكون بشهادة الوجدان وعدم استهجانه ليكون التشبيه في الوجه الحسن بالقمر أو بالشمس لا بشيء آخر لا يختص بالفقه.
وجريان أصالة الحقيقة وأصالة عدم النقل وعدم الاشتراك وساير الأصول العقلائية لا يختص به وهكذا كون المشتق حقيقة في المتلبس بالمبدإ أو في الأعم لا يختص به وظهور الأمر في الوجوب أو الاستحباب أو الإباحة والنهي في الحرمة أو الكراهة لا يختص بالأمر الشرعي وان كان الفقيه يستفيد منه في الشرع وهكذا بحث كون الألفاظ موضوعة للصحيح أو الأعم لا يختص به وهكذا إلى بحث العام والخاصّ والمطلق والمقيد وتخصيص العام بالخاص والمطلق بالقيد والفرق بين الخاصّ والقيد المتصل وبين المنفصل وسراية الإجمال منهما إليهما وعدمها