عنها وثمن العذرة كيف يمكن ان يكون سحتا وغير سحت فان كل واحد من الخطابين يكذب الخطاب الآخر.
وبتقريب آخر ان الأمر كاشف عن المصلحة في المأمور به والنهي كاشف عن المفسدة في المنهي عنه والعقل يحكم بأنه اما يلزم طرد المصلحة بالمفسدة أو طرد المفسدة للمصلحة لعدم إمكان الاجتماع ولا فرق في هذه الجهة بين كون المضادة والمناقضة بنحو يجب ولا يجب أو يجب ويحرم وبين العام والخاصّ مثل صل ولا تصل في الحمام أو بنحو العامين من وجه مثل أكرم العلماء ولا تكرم الفساق فان العالم الفاسق الّذي هو متعلق متعلق التكليف وهو الإكرام لا يمكن اجتماع أكرم ولا ـ تكرم عليه.
فتحصل ان التنافي الحكمين الذين لا يمكن اجتماعهما بوجه في عنوان واحد هو ملاك التعارض.
__________________
غاية الأمر الحاكم في المتزاحمين هو العقل وهو حيث يرى المانع لفعليتهما قصور المكلف يحكم بأن الضرورات تتقدر بقدرها فلذا يحكم بتعيين الأهم أو محتمل الأهمية وبالتخيير مع التساوي ولا شك للعقل في حكمه.
واما في المتعارضين فحيث يكون المانع من جهة بيان الشرع فيلاحظ بيانه في المرجحات وهكذا في صورة عصيانه امر الأهم لا يرى المولى مرفوع اليد عن المهم فيثبت امره بالترتب.
حتى ان اخبار المولى بوجود الملاكين لا بد ان يكون على فرض حصول القدرة لا مطلقا فالحق في المقام مع من ينكر بقاء الملاك بسقوط الخطاب كما عن الجواهر والمحقق والبهائي (قدسسرهم)