وهناك كلام للمرحوم «العلّامة الطباطبائي» في «الميزان» حاصله : «أوّلاً يستفاد من تعابير الآية أنّ هذه «الأسماء» سلسلة أمور غائبة عن العالم السماوي والأرضي ، خارج محيط الكون ، ولها مفهوم عام واسع أشير إليه بلفظة «كلّها» كما أنّ الضمير «هم» بصيغة الجمع ، مشعر بأنّ كلّ هذه الأسماء كانت موجودات حيّة عاقلة مستورة في عالم الغيب» ، ثمّ يضيف قائلاً : «وإذا تأمّلت هذه الجهات أعني عموم الأسماء ، وكون مسمّياتها لها حياة وعلم ، وكونها غيب السموات والأرض ، قضيت بانطباقها بالضرورة على ما أشير إليه في قوله تبارك وتعالى : (وَإِنْ مِنْ شَىْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ). (الحجر / ٢١)
وأخيراً يقول العلّامة : «فتحصّل أنّ هؤلاء الذين عرضهم الله على الملائكة موجودات عالية محفوظة عند الله ، محجوبة بحجب الغيب ، أنزل الله كلّ اسم في العالم بخيرها وبركتها ، واشتقّ كلّ ما في السموات والأرض من نورها وبهائها» (١).
على أيّة حال فقد كان «علم الأسماء» علماً واسعاً محيطاً بكلّ الحقائق المهمّة لهذا العالم.
* * *
٢ ـ يقول الله تعالى حول موسى بن عمران عليهالسلام :
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ). (القصص / ١٤)
٣ ـ ويقول عن داود عليهالسلام :
(وَقَتَلَ دَاوُدُ (الذي كان في ذلك الزمان فتى في ريعان الشباب) جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ). (البقرة / ٢٥١)
٤ ـ ويقول عن داود وسليمان عليهماالسلام :
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج ١ ذيل الآيات مورد البحث ، يمكن أن يكون مراد العلّامة من هذا الكلام المجمل شيئاً شبيهاً بالمثل الافلاطونية أو العقول العشرة.