بالنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، أو أئمّتهم وقادتهم ، ونسبة مسألة علم الغيب إلى الشيعة من قبل بعض المغفّلين ، أو القول بأنّهم يعتبرون أئمّة أهل البيت عليهمالسلام شركاء مع الله في هذه الصفة ، هو اشتباه عظيم لا يمكن جبرانه ، لأنّه :
أوّلاً : لا يرى أي أحدٍ من علماء الشيعة أي إنسان لا نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله ولا الأئمّة عليهمالسلام نظراء لله تعالى بأيّة صفة أبداً ، واعتقادهم بعلمهم بالغيب إنّما هو من بابـ «تعلّم من ذي علم» (الأئمّة من النبي والنبي من الله العظيم).
وبعبارة اخرى ، كما أنّ كلّ ما لدينا هو من عند الله وانّنا محتاجون إليه ومتعلّقون به في كافّة شؤون حياتنا ، فكذلك علم غيب النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام إنّما هو من عند الله ومرتبط بعلمه.
ثانياً : اطّلاع الأنبياء والأولياء عليهمالسلام على الغيب مسألة واردة بشكل كبير في الروايات أيضاً ، فضلاً عن الآيات القرآنية ، وحسبنا ما في كتب أهل السنّة من أنّ لبعض الصحابة وغيرهم فضلاً عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، اطّلاع على كلّ أسرار الغيب أو جلّها!
ويكفي هنا ذكر خلاصة البحث التحقيقي الذي ذكره العلّامة الأميني في كتابه «الغدير» الجزء ٥ ، (بالإضافة إلى التطرّق لبعض الروايات الاخرى إكمالاً للبحث) :
١ ـ جاء في الكثير من المصادر المعروفة لأهل السنّة أنّ «حذيفة» قال : «إنّ النبي صلىاللهعليهوآله علّمني علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة» (١).
٢ ـ وجاء في حديث آخر عن «حذيفة» أيضاً أنّه قال : «والله انّي لأعلم الناس بكلّ فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة» (٢).
٣ ـ نقرأ في حديث آخر في صحيح مسلم أنّ أبا زيد أي «عمرو بن أخطب» قال : صلّى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله صلاة الصبح ، ثمّ ارتقى المنبر وخطب خطبة دامت إلى الظهر ثمّ صلّى الظهر وصعد المنبر إلى صلاة العصر ثمّ نزل وصلّى العصر وصعد المنبر ثانية وخطب إلى
__________________
(١) صحيح مسلم (كتاب الفتن باب إخبار النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله فيما يكون إلى قيام الساعة) ، مسند أحمد ، ج ٥ ، ص ٣٨٦ وكتب اخرى.
(٢) مسند أحمد ، ج ٥ ، ص ٣٨٨.