٤ ـ شهادة الانبياء السابقين التشخيص عن طريق الأخبار وتزكية الأنبياء السابقين ، أي أنّه يمكن لأخبار من اتّضح أنّه نبي أن تكون دليلاً وعاملاً مساعداً لمن يأتي بعدهم.
على أيّة حال فالشيء المسلّم به هو عدم إمكان قبول أي دعوى بلا دليل مقنع ، وقد عاتب القرآن مراراً وكراراً أولئك الذين يدّعون أو يتّبعون بلا علم ولا دليل.
ومن البديهي أنّ أشخاصاً كهؤلاء سيكونون في مهب ريح اللوم والعتاب على الدوام ، وعلى حدّ قول بعض الفلاسفة : «من يقبل كلاماً بلا دليل لا يستحقّ إسم الإنسان».
كما أنّ القرآن يعتبر أمثال هؤلاء الأشخاص أي الذين يتبعون الهوى بلا علم ولا دليل من أضلّ الناس إذ يقول : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِّنَ اللهِ). (القصص / ٥٠)
وفي موضع آخر يقول بصراحة لمن يدّعي دعوىً فيما يتعلّق بالتوحيد أو النبوّة : (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ). (البقرة / ١١١) (النمل / ٦٤)
كما يقول في موضع آخر : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ). (الإسراء / ٣٦)
وأخيراً فقد اعتبر أولئك الذين يتكلّمون بغير علم من أكثر الناس كذباً وافتراءً وظلماً ، يقول الله تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ). (الأنعام / ١٤٤)
بعد هذه المقدّمة الخاطفة يأتي دور كلّ واحد من هذه الطرق الأربعة ونبدأ بمسألة «الإعجاز».
* * *