كما أنّ هنالك عدّة روايات ذكرت حول هذا الموضوع ، لكن ضعف استدلالها دفعنا لغضّ الطرف عنها.
الجواب :
الإلتفات إلى بعض الملاحظات يكفي لتوضيح تفسير هذه الآيات ، كما ويضع نهاية لهذه الحجج أيضاً.
١ ـ من الواضح أنّ أيّاً من هذه الآيات لا ينفي المعجزات بشكل مطلق ، وعلى فرض دلالتها على ما توهّمه المستدلّون فهي لا تتعدّى أكثر من نفي المعجزة عن نبي الإسلام فحسب ، فضلاً عن بداهة عدم نفيها لمعجزة القرآن ، وذلك لأنّ الكثير من آيات القرآن قد اعتبرت هذا الكتاب السماوي معجزة خالدة ، كما ودعت كلّ المخالفين للمنازلة ، لكنّهم عجزوا عن مقابلتها ، فأيّة معجزة أكبر وأرفع من دعوة الإنس والجن للمقابلة وعجزهم عن ذلك (١).
وبناءً على هذا فعلى فرض صحّة كلّ هذه الإستدلالات ستنحصر معجزة نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله بالقرآن المجيد ، وهذه المسألة (وعلى فرض صحّتها) لا تخدش في مسألة نبوّة نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله ، كما أنّها لن تخدم مخالفي النبوّة بأي وجه.
آيات القرآن مليئة بمعجزات الأنبياء السابقين وخرقهم للعادات ، وبهذا فمعجزاتهم هي ممّا لا يمكن إنكاره ، امّا فيما يتعلّق بنبي الإسلام صلىاللهعليهوآله فانّها تصرّح بإعجاز القرآن ، وهكذا لن يبقى سوى نفي باقي المعجزات عن نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله ، وهذا على فرض صحته لا يؤثّر في المسائل الإعتقادية باعتباره مسألة فرعية وتأريخية لا غير.
٢ ـ لسان هذه الآيات يكشف عن أنّ الهدف ليس نفي المعجزات الحقيقية بل الإقتراحية.
بيان ذلك : إنّ الواجب على كلّ الأنبياء هو إثبات صدق دعواهم عن طريق المعجزات أو
__________________
(١) راجع الآيات يونس ، ٣٨ وهود ، ١٣ والإسراء ، ٨٨.