وتدين بها العجم ويكونون ملوكاً في الجنّة.
فقال لهم أبو طالب ذلك ، فقالوا : نعم ، وعشر كلمات ، فقال لهم رسول الله : تشهدون أن لا إله إلّاالله وأنّي رسول الله (١).
هذا الحديث يكشف بكلّ وضوح أنّ قبول دعوة الأنبياء عليهمالسلام يعدّ في الحقيقة نصراً في الدارين وعزّاً وحرّية وحياة راضية مرضيّة.
٢ ـ وفي حديث آخر عن هشام بن الحكم عن الإمام الصادق عليهالسلام روي أنّه عليهالسلام وفي معرض الردّ على سؤال أحد الكفّار والزنادقة حول الغرض من بعثة الأنبياء عليهمالسلام قال : إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه ، ولا يلامسوه ، فيباشرهم ويباشروه ، ويحاجّهم ويحاجّوه ثبت أنّ له سفراء في خلقه يعبّرون عنه إلى خلقه وعباده ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم (٢).
٣ ـ ورد في نهج البلاغة بيان جذّاب لأميرالمؤمنين عليهالسلام حول فلسفة بعثة الأنبياء عليهمالسلام حيث يقول : فبعث فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءَه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكروهم منسيّ نعمته ويحتجّوا عليهم بالتبليغ ، ويثيروا لهم دفائن العقول (٣).
٤ ـ وفي حديث آخر جاء عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : إنّما بعثت لُاتمّم صالح الأخلاق (٤) ، وقريب من هذا المعنى ورد في حديث آخر عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «بعثت لُاتمّم مكارم الأخلاق» (٥).
٥ ـ جاء عن الإمام علي عليهالسلام في كتاب فروع الكافي أنّه خطب ذات مرّة فقال فيما قال : «أمّا بعد فإنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً صلىاللهعليهوآله بالحقّ ليخرج عباده من عبادة عباده
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ، ٤٤٢ ، ح ٧ ؛ وفي ترجمة علي بن إبراهيم ج ٢ ص ٢٢٨.
(٢) اصول الكافي ، ج ١ ص ١٦٨ ، كتاب الحجّة باب الاضطرار إلى حجّة ، ح ١.
(٣) نهج البلاغة ، الخطبة ١.
(٤) طبقات ابن سعد ، ج ١ ، ص ١٩٢ (ط. بيروت).
(٥) كنز العمّال ، ج ١١ ، ص ٤٢٠ ، ح ٣١٩٦٩.