إلى نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ). (الاحقاف / ٣٥)
للمفسرين كلام طويل عن هويّة اولي العزم من الأنبياء وهناك احتمالات وتفاسير متعدّدة حول هذا الموضوع يفتقر معظمها إلى الدليل.
ومن جملتها :
١ ـ الأنبياء كلّهم اولوالعزم لتمتّعهم بعزم راسخ وإرادة قويّة! لكن هذا التفسير إنّما يصحّ حينما تكون «مِنْ» في جملة «من الرسل» بمعنى البيان في حين أنّ ظاهر الآية يدلّ على كونها تبعيضية ، وقد نقل المرحوم الطبرسي في مجمع البيان هذا الكلام عن أكثر المفسّرين (١).
٢ ـ الأنبياء اولوا العزم ٣١٣ نبيّاً ، كما جاء في الدرّ المنثور عن جابر بن حيّان (مرسلاً) أنّه قال : «بلغني أنّ اولي العزم من الرسل كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر».
٣ ـ ويقول البعض بأنّهم اولئك الثمانية عشر نبيّاً المذكورة أسماؤهم في الآيات ٨٣ ـ ٨٦ في سورة الأنعام (٢).
٤ ـ أنّهم اولئك الأنبياء الذين تحمّلوا مزيداً من الصبر أمام أذى أقوامهم ، وواجهوا كثيراً من الشدائد والمشاكل ، وهم تسعة : نوح ، إبراهيم ، إسماعيل ، يعقوب ، يوسف ، أيّوب ، موسى ، داود ، عيسى عليهمالسلام (٣).
لكن من الواضح أنّ الأنبياء الذين صمدوا أمام المشاكل والمصاعب لم ينحصروا بهؤلاء ، إذ الكثير منهم ذاق مشاكل ومصاعب أقسى وأمرّ ، فضلاً عن عدم كون الإبتلاء بالمشاكل دليلاً على كونهم من اولي العزم.
٥ ـ أنّهم كانوا أنبياءَ صبروا أمام أذى الأعداء ، وهم ستّة : نوح وإبراهيم وإسحاق (إسماعيل) ويعقوب ويوسف وأيّوب.
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، ج ٩ و ١٠ ، ص ٩٤.
(٢) تفسير روح البيان نقل هذا التفسير عن الحسن بن الفضل ، ج ٢٦ ، ص ٣١.
(٣) المصدر السابق.