وعند السعي بين الصفا والمروة نتذكّر سعي «هاجر» تلك المرأة الطاهرة المؤمنة وجهدها لنجاة وليدها «إسماعيل» ، فنطوي المسافة بين الصفا والمروة عدّة مرّات.
وقصارى الكلام ، إنّ الأعمال التي ننجزها يعتبر كلّ واحد منها مثالاً لبرنامج تربوي مسبق ، وعند الانتهاء نشعر بأنّنا قد حصلنا على شخصيّة جديدة ومعرفة جديدة عن الله تعالى وعن نفوسنا ، ذلك الإحساس الذي يحصل لكلّ إنسان بعد مراسم الحجّ.
إنّ تحريم الأنبياء عليهمالسلام بعض المواد الغذائية والمشروبات مثلـ «الخمر» و «لحم الخنزير» إنّما للأضرار الكامنة فيها والتي غفل الناس عنها سابقاً ثمّ اطّعلوا عليها بالتدريج في هذا العصر ، فنحن لا نعرف شيئاً حلّله الأنبياء عليهمالسلام وتسبّب في ضرر الإنسان ماديّاً أو معنويّاً.
وخلاصة القول ، إنّ هذه الإشكالات الأربعة للبراهمة قد نشأت عن جهلهم بالأنبياء عليهمالسلام أو تعليماتهم من جهة وعدم معرفتهم لمدى قدرة العقل من جهة اخرى ، وبهذا نصل إلى نهاية البحث حول فلسفة «البعثة».
* * *