قوله تعالى :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً).
وسائل الهداية الإلهية :
وبعد بيان هذا الجزاء العظيم للأبرار ، بما يمثله من إثارة الطموح والتطلع لدى الناس إلى تلك المقامات السامية ، والتشوق لبلوغها ، أو لسلوك الطريق إليها : فإن الحاجة تصبح ماسة إلى بيان وسائل الهداية إلى ذلك كله ، فجاء البيان لهذه الهداية من قبل مصدر العطاء ، والحكمة ، والهيمنة ، والخالقية ، والعلم ، و.. و..
وقد أورد الله تعالى ذلك مصحوبا بالتأكيدات المختلفة للمضمون الذي يريد لفت الأنظار إليه ، وهو أن القرآن نازل من عند الله سبحانه ، فأكد ذلك بكلمة «إنّ» وبكلمة «نا» المعبرة عن مقام العزة الإلهية ، وبكلمة «نحن» المؤكدة للضمير المتصل ، مع أنّه قد كان يمكن الاكتفاء بالقول : «أنا نزلت عليك القرآن» ..
وأكّد ذلك أيضا بالجملة الاسمية ، وبكلمة تنزيلا ، التي هي مفعول مطلق.
فهذه التأكيدات كلها ، لعلها لإزالة آثار تشكيكات أهل الزيغ ، والشرك ، الذين كانوا يقولون عن القرآن : إنه قول شاعر ، أو كاهن ، أو هو من أساطير الأولين ، أو ما أشبه ذلك.
فبعد أن بيّن سبحانه الهدف من الخلقة ، وبيّن سبيل الأشرار ،