قوله تعالى :
(وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً).
«ويسقون» : لماذا الواو؟!
وقد قال تعالى : «ويسقون» بالواو ، ربما لأجل الإلماح إلى استقلالية هذا النوع من النعيم ، لأن نفس هذه الاستقلالية لها لذتها أيضا .. وقد جعل نفس سقيهم هو محور الحديث ، لا نفس الشراب الذي يسقى ، لأنه لا يريد أن يجعل الشراب نفسه هو المحور في ذلك ، بحيث تكون الأمور الأخرى من حالاته ، وشؤونه التي تزيد في لذته.
ويؤكد هذه الاستقلالية ، إضافة كلمة «فيها» بعد كلمة «يسقون» كما سنرى. إذ إن نفس هذا السقي في الجنة هو الآخر نعيم يضاف إلى ما سواه ..
ولو أنه لم يرد إفادة هذا المعنى ، لأمكن الاكتفاء بكلمة : «يسقون».
«يُسْقَوْنَ» :
ويلاحظ : أنه تعالى قال : «يسقون» ولم يقل : «يشربون» ..
وما ذلك إلا لأن المراد هو تكريمهم ، ليتنعموا بهذا الشعور بالعزة وبالكرامة الإلهية ، ويؤكد هذا الشعور : أنهم في الجنة .. وأن هذا مما هيأه الله لهم.
فهذه المعاملة تشير إلى أنهم موضع عناية ، واهتمام ورعاية ، فهم لا يكلفون بالسعي إلى حاجاتهم ، بل هي تقدّم لهم ، للدلالة على قيمتهم