فسأله سليمان بن جعفر الجعفري عن ذلك ..
فقال : «إني قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة ، أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرته.
واعلم أنه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة ، ثم زدته لذلك الشيء ثلاثة أضعافه على أجرته ، إلا ظن أنك قد نقصته أجرته. وإذا قاطعته ، ثم أعطيته أجرته حمدك على الوفاء ، فإن زدته حبة عرف ذلك لك ، ورأى أنك قد زدته» (١).
نعم .. إن جهد الإنسان عزيز عليه ، لأنه يبذله من أغلى وأعز شيء في الوجود عليه ، وهو كيانه وعرقه ، وشخصيته ، وسوف لن يكون دقيقا في تقديره لقيمته ، بل هو سوف يذهب في ذلك إلى أقصى المذاهب ، إنه سوف لا ينظر الى العمل ، بل سوف ينظر إلى من عمل ، فهو إنما يطلب قيمة تفرض عليه أن يتخلى عن العلاقة القائمة بينه وبين بعض منه ، وجزء من ذاته ..
ومعنى هذا : أن التخلي لن يكون سهلا ، إذا قيس بالتخلي عن أمر ليست له به هذه الصلة ، بل هو لغيره ، ودوره فيه ، هو دور الحفظ والأمانة .. فإنه سيلحظ في هذا الحال قيمة نفس ذلك الشيء المؤتمن عليه .. وسوف تنقطع علاقته به بمجرد حصوله على هذه القيمة ..
مقارنة بين الجزاء .. وبين العمل :
ومراجعة الآيات الشريفة تعطينا : أنه سبحانه قد ذكر أمورا يقوم بها الأبرار ، ثم قابلها تعالى بجزاء متعدد المناحي ، والكيفيات ، والحالات ..
__________________
(١) الكافي ج ٥ ص ٢٨٨ وبحار الأنوار ج ٤٩ ص ١٠٦.