قوله تعالى :
(وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً).
«وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها» :
ثم إنه برغم أن الشمس غير موجودة فعلا ، فإن الظلال موجودة بالفعل ، لكي تعطي المنظر العام حالة جمالية رائعة ، وتناسقا بديعا ، إذ إن اللذة لا تكون دائما في الظل من حيث إنه من موجبات التوقي من حرارة الشمس أو من نورها ، بل هناك لذة الإحساس بالتناسق العام ، حيث تكمل به الملامح الجمالية للطبيعة.
فالعين التي فيها بياض ، إنما تصبح جميلة ، بالسواد المتحرك فيها ، والخال الأسود على الخد يعطي ذلك الخد المخالف له في اللون المزيد من الروعة الأخاذة ، والجمال البديع .. إذ إن مجرد أن تتشارك الأشكال والألوان ، والظلال في إعطاء الانطباع ، لهو مما يزيد الطبيعة جمالا ، وروعة ، ورونقا ..
ومن الأمور الطريفة ما يذكرونه : أن رساما هنديا أهدى لملكه صورة لعصفور يقف على سنبلة. وكانت رائعة الجمال .. فأعجب بها الملك ووضعها للناس ، وجعل جائزة لمن يظهر فيها عيبا ..
فعجز الناس عن ذلك ، إلى أن جاء رجل عجوز ، وقال : إن في الصورة عيبا مهما ، فسأله الملك عنه ، فقال : إنه حين يقف العصفور على السنبلة فلا بد أن تنحني شيئا قليلا ، بسبب ثقله ، وضعفها ، والرسام لم