بالزمهرير ، يكون قويا ، حتى كأنه يتجسد له ، وكأنه يراه بعينيه ، ثم هو قد جسده له بالفعل ، وجعله حقيقة ماثلة له ، يراها رأي العين ، ثم أورد عليها النفي بكلمة «لا».
«شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً» :
أما بالنسبة لتنكير لفظي الشمس والزمهرير ، فإنما هو لإفادة عموم النفي ، حتى لا يدخل في الوهم أن لكل عالم من العوالم شمسه التي تناسبه ، وحره وبرده الناشئ عن أسبابه الخاصة به .. فجاء النفي لجميع ما يمكن أن يتوهمه الإنسان في هذا الاتجاه .. ليعيش الإنسان الطمأنينة الحقيقية ، التي هي من موجبات سعادته التامة والحقيقية ، والنعيم المقيم ..
اللف والنشر المرتب :
وقد ذكرت الآية السابقة الجنة أولا .. وفي الآية الثانية ذكر الاتكاء أولا ، لأن الاتكاء يناسب الكون والحضور في الجنة ..
وفي الآية الأولى ذكر الحرير ثانيا .. وفي الآية الثانية ذكر عدم رؤيتهم للشمس ولا للزمهرير ثانيا .. وهذا يناسب لبس الحرير ، الذي هو الأفضل في المواقع التي ليس فيها شمس ولا زمهرير ، ولا حر ولا برد ، فتكتمل لهم بذلك اللذة الجسدية.
ففي الآيتين لف ونشر مرتب لأجل الإشعار بهذه اللطائف ، كما هو ظاهر.
* * *