وما أجمل الظلال الدانية ، دون أن يكون هناك ما يحتاج الإنسان إلى أن يتظلل منه.
وقد جعل الله سبحانه الأبرار هم المحور لهذه الظلال ، فجاء بكلمة «عليهم» مقدما لها على الظلال. فقال : (عَلَيْهِمْ ظِلالُها ..) تماما كما صنع بالنسبة لكلمة فيها .. حينما كانت الجنة هي المحور ، حسبما تقدم ..
أضف إلى ما تقدم : أن وجود الظلال يساعد على إدراك حقيقة النور وقيمته ، ويعطي الفرصة لتنويع الاستفادة من كل الحالات والأوضاع ، فلا يشعر الإنسان أن شيئا ما قد فرض عليه ، ولم يعد بإمكانه الاستغناء عنه.
هذا بالنسبة لغير المعصومين. أما المعصوم فلا يحتاج إلى مساعدته على إدراك أي حقيقة ..
ثم إن فقد الشمس لا يعني أن لا تبقى حاجة إلى بعض آثارها ، لكن الشعور بالغنى عن الشمس مع الحصول على آثارها ، وما يراد منها ، هو الغاية في النعيم التي ما بعدها غاية ..
بل قد يكون وجود شمس لا حاجة إليها في التأثير مسيئا للناحية الجمالية ، ومفسدا للتناسق العام.
العطف بالواو :
ثم إننا إذا راجعنا الآيات الكريمة في هذه السورة فسنجد : أنه تعالى يعطف بالواو جملة ، ثم يأتي بما هو منصوب على الحال ، ثم يعطف عليه حالا أخرى بالواو .. ثم يعود لعطف جملة أخرى على الجملة ، التي سبقت الحالين معا ..
فهو يقول : (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً *