والجواب :
لعل سبب اختيار كلمة (الْأَرائِكِ) على ما عداها هو أن الأريكة هي الفراش الوثير ، الذي يكون على الأسرّة في حجلة العروس.
فلعله يريد أن يفهمنا : أن لذة الجنة هي للجنة من حيث هي جنة ، وهي لذة حقيقية وطبيعية ، وليست لذة تخيلية ، أو فقل تصورية ، ولا هي لذة الشعور بحالة العنفوان الداخلي ، والاستكبار ، أو الشعور بالعظمة الذي يكون لدى المتسلطين ، فإن هذه لذائذ تخيلية تصورية ، وليست واقعية ..
أما الاتكاء على الأرائك في حجلة العروس. فيعطي الإنسان لذة واقعية ينساق إليها الإنسان بفطرته ، وبأحاسيسه. فهو يلتذ بالمحيط من حوله ، وبالفراش الوثير ، وبوجوده في جو السرور ؛ لذة حقيقية. وليست لذة ناشئة عن تضخيم الأمور بالأوهام والتخيلات ، وبالعناوين الكبيرة والفضفاضة ..
وقد جاءت كلمة (فِيها) لتؤكد على هذا النعيم الحقيقي ، من حيث إن اللذة ناشئة من نعيم في الجنة نفسها.
ومن أن الجلوس على الأريكة كان جلوسا طبيعيا في هذه الجنة بالذات. فلا مكان للتخيل ولا للخيال.
هل هي لذة الفراغ؟
: وقد يحلو للبعض أن يثير سؤالا هنا فيقول : ليس للفراغ والكسل والخمول لذة .. والحديث عن الأرائك يوحي لنا بهذا الفراغ والخمول ؛ فكيف يمكن قبول ذلك؟!.
ونقول :
إن لذة عمل الصالحات ، ليست ناشئة من مجرد الحركة الجسدية ،