تؤديه من دور في تحقيق درجات عالية من النعيم لخصوص هؤلاء الأبرار ، حتى لقد جعل الله تراب الجنة منها ..
لما ذا خصوص الأساور؟! :
وأظن أن ما ذكرناه فيما سبق يكفي للإجابة على سؤال : لما ذا تحدث الله سبحانه عن تحلية الأبرار بالأساور دون سواها ، من مفردات تدخل في هذا السياق؟ ..
فإن الأيدي قد تكون من أكثر أعضاء الجسد الإنساني حركة ظاهرة ومرئية للآخرين ، فهو يحركها ، وهو يمشي ، وحين يتكلم ، ويستفيد منها في الوصول إلى أكثر حاجاته ، وفي أكثر حالاته وتصرفاته .. والبصر يتابع الحركة ، وينشدّ إليها ، وللأساور دورها المميز في متابعة البصر ، وانشداده. فهي تزين اليدين بما للونها من خصوصيات ، وبما لمادتها من ميزات ذكرناها سابقا ، وهي تختطف النظر إليها بما تكون لها من حركة ، مع اليد أولا ، وبالحركة التي تكون ناشئة عن إطلاقها ، وعدم تقييدها ، فهي من جهة حركة إرادية ، في تبعيتها لحركة اليد ، ومن جهة أخرى غير إرادية في نفسها بسبب إطلاق الأساور في طبيعة وضعها العام ..
وهي تشد البصر أيضا من حيث إن لحركتها صوت ورنين يثير الانتباه ، وتتداعى بسببه معان ومشاعر مختلفة ومتنوعة ..
أضف إلى ذلك كله .. أن حركة اليد تكون في مختلف الاتجاهات ..
هل الزينة خاصة بالنساء؟ :
ولا مكان للوهم الذي يقول : إن الزينة إنما تناسب النساء. فما معنى جعل الأساور للرجال؟ ..
إذ إن الزينة أمر مطلوب ومحبوب في كل مواقع الرضا والصلاح ..