والإثم ، وعذاب الخزي في الدنيا والآخرة ..
ثم إن مجرد أن يحيق بهم ما كانوا به يستهزؤون ، وخسرانهم لأنفسهم ، سيزيد في آلامهم ، وسيضاعف من عذابهم أيضا ..
وحين يرون نعم الله تعالى تظهر على من كانوا يحتقرونهم ، ويذلونهم ، وينأون بأنفسهم عنهم ، فإن ذلك سيشكل مرتبة أخرى من مراتب عذاب الحسرة والندامة ، والحسد ، وما إلى ذلك .. تماما كما وعد الله سبحانه : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (١).
«أمثالهم» :
ويبقى السؤال عن السبب في أنه تعالى قد ذكر تبديل الأمثال ، ولم يذكر تبديلهم هم أنفسهم ..
ولعل بالإمكان الإجابة عن ذلك بالقول : إنه تعالى أراد أن يعطي قاعدة تشمل الناس جميعا ، من خلال كلامه عن تبديل الأمثال ، فإن التبديل إذا كان ممكنا في النظير والمثيل ، فإنه سوف يكون ممكنا في نظيره ومثيله الآخر ..
وقد قرن هذا البيان بالدليل الحسي ، وهو أن الخالق لهم من العدم ، لا يمكن أن يعجز عن تبديل ما خلق ، كما أن الذي أحكم وشد أسرهم ، لا بد أنه عالم ومتصرف في تفاصيل حقيقتهم ، وواقف على كنه وجودهم. ومن كان كذلك ، فإنه قادر على تبديل أمثالهم ..
ولو أنه تعالى اقتصر على ذكر تبديل خصوص الآثم والكفور ، فلربما يتخيل متخيل : أن ثمة ضعفا في هؤلاء الناس أقدره على هذا
__________________
(١) سورة محمد الآية ٣٨.