منهم ، نقهرهم ، نجبرهم؟ فلعل السبب في ذلك : هو أن هذه السورة تريد أن تؤكد على أن الله تعالى قد رعى مسيرة هذا الإنسان في هذه الحياة ، ولم يرض منه بالعبث في هذا الكون ، بل أراد منه أن يعمره ، وأن يصل به إلى الأهداف الإلهية السامية بالطرق الطبيعية والصحيحة ..
ثم أشار تعالى إلى أنه لن يتساهل مع أولئك الذين يريدون عرقلة هذه المسيرة ، عن طريق الإثم والإصرار على الكفران المتكرر ، مهددا إياهم بأنه قادر على تبديلهم بأمثالهم ، وذلك لكي يفهمهم :
١ ـ عموم قدرته تعالى ، من حيث إنه قادر على التصرف بهم ، كما أنه قادر على التصرف بمن هم أمثالهم :
٢ ـ إن التبديل العام يأتي من موقع البصيرة ، والحكمة ، والهيمنة .. وهذا يعطي : أن ثمة قدرة على الإهلاك ، والانتقام ؛ إذا اقتضت الحكمة والرحمة ذلك ..
٣ ـ إن ذلك يستبطن إعلامهم بأن مشروعهم التخريبي لن ينجح ..
٤ ـ إن عدم نجاح مشروعهم يرجع إلى عجزهم ، وإلى امتداد قدرة الله سبحانه ..
٥ ـ إن هذا معناه الخيبة لآمالهم ، وسقوط طموحاتهم ، وبث اليأس في نفوسهم ، الأمر الذي يفرض عليهم أن لا يتحمسوا لطمس معالم هذا الدين ، وعدم ممارسة الضغوط على الدعاة إلى الله سبحانه ، والعاملين في سبيل بث الهدى في الناس ..
٦ ـ وهو أيضا من موجبات عذابهم ، وبعث الألم في نفوسهم ، ومواجهتهم بعذاب الحرمان من اللطف والهداية ، والسّلام ، والسكينة ، وعذاب الخيبة والفشل .. والعيش في ظل شقاء الضلالة ، والكفران ،