بذلك العذاب الأليم .. وإفهامهم : أن هذا ليس كلاما عابرا ، بل هناك مزيد التفات ، وقصد أكيد ، واهتمام ظاهر بمواجهتهم به ..
وحتى بالنسبة لكلمة «أعد» فإنها تشير إلى أن ثمة مزيد عناية في كيفيات ، ووسائل ذلك العذاب ، وليس هو عذاب عشوائي يأتيهم كيفما اتفق .. بل هو عن إعداد ، وتهيئة ، وقد لوحظ فيه سد جميع الثغرات التي ربما تؤدي إلى بعض التخفيف في بعض الفترات ، أو في بعض التقلبات ..
«عَذاباً أَلِيماً» :
ثم إنه تعالى لم يقل : «أعد لهم جهنم» مثلا ، فإن كلمة «عذاب» زائدا على الأمور الثلاثة التي قدمناها آنفا ، تشتمل على إلماحة رابعة إليهم ، وتستبطن الإشارة إلى أعيانهم ، من حيث إشعارهم بالألم هم أنفسهم ..
وكذلك كلمة «الأليم» ، التي هي أيضا من صيغ المبالغة التي تفيد شدة ذلك الألم ، وكثرة توارده على ذلك المعذب ..
ولو أنه تعالى قال : «أعد لهم جهنم» مثلا ، أو نارا ، فقد لا يلتفت إلى ذلك العذاب ولا إلى شدة ذلك الألم ، إلا بعد توسيط وسائط ، واستحضار ملازمات ذهنية ، قد لا تعطي الإيحاء ، ولا تثير الإحساس المباشر والسريع لدى السامع ، بأنه هو المستهدف بذلك العذاب ، كما هو الحال في كلمتي (عَذاباً أَلِيماً) ..
كما أنه ليس فيها إلماحة رابعة إليه ، ولا تشتمل على أي تنصيص جديد عليه.
والحمد لله ، والصلاة والسّلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين ..
* * *