قوله تعالى :
(يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
«يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ» :
والآن ، حان الوقت لإعطاء النتيجة النهائية الحاسمة لكل هذه المسيرة الإنسانية ، من بدء الخلق إلى منتهاه. ألا وهي : دخول المحسن في رحمة الله ، ودخول المسيء في نقمته سبحانه.
«من يشاء» :
ويرد هنا سؤال ، يقول : إنه برغم أن الله قد وعد من يتخذ السبيل إلى ربه ؛ بالجنة وبالنعيم ، فإنه تعالى قد علق نيله لهذا النعيم على مشيئته تبارك وتعالى .. فكيف ذلك؟ ولما ذا؟! ..
ونجيب : بأن جميع المخلوقات ملك لله تعالى ، ولا يستحقون مثوبة من مالكهم على طاعاتهم له ، ولكن الله عزوجل قد تفضل عليهم في تقرير أصل المثوبة لمملوكيه ..
مع أن له أن يلغي ذلك متى شاء ، ويعاملهم بمقتضى مالكيته لهم ، وإن كان لا يفعل ذلك ، فإنما لا يفعله لأنه لا يخلف وعده ، ولوجود مبررات استمراره وشرائطه ، لا لأجل أنه لا يحق له ذلك. وإن كان لا يلغي قدرته عليه ، ولا حقّه فيه ، لعدم لزوم أي محذور من استعمال هذا الحق ، وعدم وجود أي قبح في ذلك الإلغاء ، ولا في ذلك الاستعمال للحق ..