منشغلا بأعباء الجوارح ، ومنهمكا في ترتيب ، وبرمجة ، ومراقبة نشاطاتها ..
وإنّ الليل بل وابتداء من الأصيل وإلى حين البكور ، يكون هو الوقت المناسب للقاء القلوب بالله سبحانه ، والتفاعل معه ، والانجذاب إليه. حيث تكون الجوارح قد سكنت أو كادت ، ولقاء القلوب مع الله سبحانه لقاء واقعي ، وهو لقاء رضي وحميم.
استغراق الوقت في العبادة :
ولا حاجة إلى التذكير بأنّ الله سبحانه لا يريد لهذا الإنسان أن يعيش الغفلة عن الله سبحانه ، بل يريد له أن يكون معه في كل لحظات حياته ، حتى في أكله وشربه ، وعمله ، وفراغه ، ونومه ويقظته ، ولذلك جعل له النوم في شهر رمضان عبادة ، والأنفاس فيه تسبيح ، فالنوم إذا كان في طاعة الله ، فإن الله لا يعده من موارد الغفلة.
وقد نام علي عليهالسلام على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة الهجرة ، وكان ينام في أيام الحصار في شعب أبي طالب في فراش الرسول ، حتى إذا كان هناك تدبير يستهدف حياة الرسول صلىاللهعليهوآله من قبل المشركين ، فإنه سوف يصيب الإمام عليا عليهالسلام ، ويسلم رسول اللهصلىاللهعليهوآله ..
فنوم علي عليهالسلام هذا .. ليس نوم الغافلين ، بل هو ذكر ، وعبادة ، وفداء ، وجهاد ، وحضور حقيقيّ بين يدي الله جل وعلا.
فالله سبحانه من خلال هذا التوجيه الذي وجهه لرسوله يريد منا ومن كل مؤمن أن لا تكون في حياته غفلة ولو للحظة واحدة ..
وبذلك يكون ما ورد في هذه الآية والتي بعدها كناية عن لزوم ذكر اسم الله مستغرقا لجميع الأوقات في النهار ، ثم يكون السجود والتسبيح