مستغرقا أيضا لليل الإنسان كله ، وبذلك يكون دائم الحضور بين يدي الله ، في ساعات العمل ، وفي ساعات الفراغ ، وحين ينام ، وحين يستيقظ ، وفي كل حالاته وشؤونه ..
فلا معنى للتعبير الدارج بين الناس : «ساعة لك ، وساعة لربّك». والتي تعني أنّ الإنسان في الساعة التي له ، يمكنه أن يلهو ، وأن يفعل ما يشاء ..
نعم لا معنى لهذا التعبير ، بل على الإنسان أن يجعل كلّ حياته لله سبحانه ، ذاكرا له ، وحاضرا بين يديه ..
وأما التأكيد على الناس الوارد عن الأئمة عليهمالسلام بأن يذكروا الله تعالى ، في ثلاثة أوقات ، هي : الوقت ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ، وساعة ما قبل الغروب ، والثلث الأخير من الليل .. فإن المراد هو التنصيص على خصوص هذه الأوقات ، لأنها من ساعات الغفلة عند الناس عادة .. فكأنه يقول : اذكروا الله في جميع أوقاتكم وخصوصا في هذه الأوقات الثلاثة .. أما الأبرار فلهم شأن وحديث آخر ، إذ إنهم دائما في حالة ذكر لله ، وحضور مستمر بين يديه تبارك وتعالى ..
ولعلّ مما يؤيّد : أنّ المراد هو استغراق الوقت كله في ذكر اسم الله تعالى .. أنه تعالى قد وصل ذلك بقوله : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ..)
* * *