التكليف في دار الجزاء :
بقي الكلام في أنه هل يكون في دار الجزاء تكليف أم لا؟ ..
فقد قال المجلسي :
«قال الصدوق رضي الله عنه : إن قوما من أصحاب الكلام ينكرون ذلك ، ويقولون : إنه لا يجوز أن يكون في دار الجزاء ، تكليف. ودار الجزاء للمؤمنين إنما هي الجنة. ودار الجزاء للكافرين إنما هي النار. وإنما يكون هذا التكليف من الله عزوجل في غير الجنة والنار ، فلا يكون كلفهم في دار الجزاء ، ثم يصيّرهم إلى الدار التي يستحقونها بطاعتهم أو معصيتهم ، فلا وجه لإنكار ذلك» (١).
فيلاحظ :
أن الصدوق رحمهالله قد جمع بين الأخبار التي تقول تارة : إن أطفال المشركين ، مع آبائهم في النار ، وأخرى بأنهم يؤمرون بدخول نار تضرم لهم. بأن المراد بكونهم مع آبائهم في النار ، هو نار البرزخ ، ولكنها لا تصيبهم من حرها ، لتكون الحجة عليهم أوكد ، فإذا جاء يوم القيامة. فإن النار التي يؤمرون بدخولها تؤجج لهم .. فتكون نار البرزخ حجة عليهم ، ودليلا لهم (٢).
غير أننا نقول :
إن من الواضح : أن طريق الجمع ليس منحصرا فيما ذكره الشيخ الصدوقرحمهالله.
__________________
(١) البحار ج ٥ ص ٢٩٠.
(٢) البحار ج ٥ ص ٢٩٥.