فإن من الممكن أن يكون ذلك جاريا وفق علم الله سبحانه بما يكون منهم .. بأن يكون تعالى قد علم أن جميع أولاد الكفار سوف يرفضون دخول النار التي تؤجّج لهم ، وبذلك يستحقون دخول جهنم. فأخبرت طائفة من الروايات عن علم الله تعالى بما سيكون عليه حالهم.
وقد ذكر المجلسي رحمهالله جمعا آخر غير ما ذكرناه وذكره الصدوق رحمهالله. وهو أنه عليهالسلام حين أجاب بأنهم كفار ، أو نحو ذلك ، فإنما قصد أنهم محكومون بالكفر في الدنيا تبعا لآبائهم ، ولذلك يحكم بنجاستهم ، وعدم التغسيل والتكفين ، والصلاة ، والتوارث وغير ذلك.
وأما دخولهم في النار مع آبائهم ، فإنما يكون بعد رفضهم الدخول في النار التي تضرم لهم.
ثم ذكر أيضا : أن الظاهر هو أن هذه الروايات قد وردت مورد التقية فراجع (١).
ونحن ، لا نوافق على هذا القول الأخير ، إذ إن الروايات والآراء في هذه المسألة عند أهل السنة مختلفة أيضا. فلا معنى لحمل الأخبار على التقية في أمر مختلف فيه عندهم ، في الرأي أم في الرواية معا.
وقد ذكر المجلسي نفسه اختلافاتهم في ذلك ؛ في نفس الموضع من الجزء والصفحة المشار إليها آنفا .. فراجع.
إلا أن يقال : إن الاختلاف بين أهل السنة قد تأخر عن زمان صدور الرواية ، فلا بد من إثبات ذلك .. كما أنه لا بد من إثبات : أن أهل السنة ومن يخشى منه فيهم ، لا بد أن يكون لديهم تعصب وحساسية ، تجاه كل
__________________
(١) راجع : البحار ج ٥ ص ٢٩٥ و ٢٩٦.