ذلك .. وذلك يقلل من درجة الالتذاذ بها .. ويزيل أو يقلل من مستوى الثقة والطمأنينة لديه ..
٣ ـ والعين هي البئر النابعة ، التي لا تنضب ، وعطاؤها ذاتي فيها ، فهي لا تحتاج إلى استقدام شيء من خارجها.
وهذا يعطي شعورا بالغنى عن الأغيار .. ويزيد من مستوى الطمأنينة والسكينة .. فإن الكأس لا تنضب بل هي بمثابة عين ، بل هي عين بالفعل يبقى تفجرها ، وعطاؤها مستمر ، وهو ذاتي فيها.
وكونها عينا فيه إشارة أيضا إلى الغزارة ، وإلى الكثرة ، فضلا عن الاستمرار ، وهذا مما يزيد في الطمأنينة والراحة أيضا ..
ثم إن نفس كونها عينا ، يشر إلى أنه لا مشقة في الحصول على المراد ، من حيث إنها تتفجر ، ويطفح ، ويفيض ، ويجري محتواها إلى ما حولها ..
«فيها» :
ثم أشار بكلمة «فيها» إلى أن هذه العين ؛ في الجنة ، ليثير ذلك المزيد من البهجة ، والسرور. فبالإضافة إلى خلوه من جميع أنواع الكدورات والمنغّصات ، التي لا يخلو منها شراب الدنيا ، نعم إنه بالإضافة إلى ذلك ، هو نظير من يشرب شرابه على ضفة نهر ، أو على قمة جبل مشرف على منظر خلاب ، فإن لذته بطعامه وشرابه تتضاعف بالقياس إلى لذته لو شربه في داخل غرفة عادية ، مبعثرة الأثاث ، سيئة المظهر والمنظر .. مع أن نفس تناول الطعام ، وإحساس الذائقة به لا يختلف في الحالتين ..
«تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً» :
١ ـ ويلاحظ : أنه تعالى لم يقل : عينا سلسبيلا ، بل قال : (تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) ، ولم يذكر من الذي يسميها بهذا الاسم ..