إمامكم في الحقّ ، وطاعتهم إمامهم في الباطل ، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم ، وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم. فلو ائتمنت أحدكم على قعب (١) لخشيت أن يذهب بعلاقته (٢).
اللهمّ إنّي قد مللتهم وملّوني ، وسئمتهم وسئموني ، فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرّا منّي.
اللهمّ مث قلوبهم كما يماث الملح (٣) في الماء ، أما والله! لوددت أنّ لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم.
هنالك ، لو دعوت
، أتاك منهم |
|
فوارس مثل أرمية
الحميم » |
ثمّ نزل عن المنبر (٤) وهو غارق في الأسى والشجون ، قد استولى عليه اليأس من جيشه الذي أصبح أعصابا ميّتة خالية من الشعور والاحساس.
وعلم معاوية بانهيار جيش الإمام وفقده لجميع المعنويات العسكرية ، وأنّه لا قدرة له على مقاومته ، فشكّل أربع فرق للغارة على العراق وذلك بعد احتلاله لمصر وغيرها من الأقاليم الإسلامية ، وقد عمد إلى ذلك ليملأ قلوب العراقيّين خوفا وفزعا ، ويشعرهم بعدم تمكن الإمام على حمايتهم ... وهذه بعض المناطق العراقية التي غارت عليها جيوش معاوية.
__________________
(١) القعب ـ بالفتح ـ : القدح الكبير.
(٢) علاقته ـ بكسر العين ـ : ما يتعلّق به القعب من ليف وغيره ، وقد اتّهم الإمام جيشه باللصوصية والسرقة.
(٣) ماث : أي ذاب.
(٤) نهج البلاغة ١ : ٦٠.