استقامت للإمام بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله لعمّ الخير ، وسادت القيم التي جاء بها الإسلام ، وما مني المسلمون بالكوارث والخطوب.
ولمّا انتهى نعي الإمام عليهالسلام إلى أبي الأسود الدؤلي ، وتقلّد الإمام الحسن عليهالسلام للخلافة خطب خطبة بليغة أبّن فيها الإمام ، وأشاد بولده الإمام الحسن عليهالسلام ، وكان من بنود خطبته ما يلي :
إنّ رجلا من أعداء الله المارقة عن دينه اغتال أمير المؤمنين عليّا ـ كرّم الله وجهه ومثواه ـ في مسجده وهو خارج لتهجّده في ليلة يرجو فيها مصادفة ليلة القدر ، فقتله فيها ، لله من قتيل! وأكرم به وبمقتله وروحه! من روح عرجت إلى الله تعالى بالبرّ والتقوى والإيمان والإحسان ، لقد أطفئ منه نور الله في أرضه ، لا يبين بعده أبدا فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وعند الله نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين.
ثمّ بكى حتى اختلفت أضلاعه ، وقال :
ثمّ أوصى بالإمامة بعده إلى ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله وابنه وسليله ، وشبيهه في خلقه وهديه ، وإنّي لأرجو أن يجبر الله به ما وهى ، ويسدّ به ما انثلم ، ويجمع به الشمل ويطفئ به نيران الفتنة ، فبايعوه.
فبايعته الشيعة ، وتوقّف عن بيعته من كان يرى رأي العثمانية ، ورثى أبو الأسود الإمام بهذه الأبيات :
ألا أبلغ معاوية
بن حرب |
|
فلا قرّت عيون
الشّامتينا |
أفي شهر الصّيام
فجعتمونا |
|
بخير النّاس
طرّا أجمعينا؟ |
قتلتم خير من
ركب المطايا |
|
وخيّسها (١) ومن ركب السّفينا |
__________________
(١) خيسها : أي راضها وذللها.