وساوى الإمام عليهالسلام في العطاء بين المسلمين وغيرهم ، فلم يقدّم عربيا على غيره ، ولا مسلما على مسيحي (١) ، ولا قريبا على غيره ، وسنتحدّث عن كثير من مساواته في العطاء الأمر الذي نجم منه أنّه تنكّرت له الأوساط الرأسمالية وأعلنوا الحرب عليه.
وألزم الإمام عمّاله وولاته على الأقطار بتطبيق المساواة الكاملة بين الناس في القضاء وغيره ، قال عليهالسلام في إحدى رسائله إلى بعض عمّاله :
« فاخفض لهم جناحك ، وألن لهم جانبك ، وابسط لهم وجهك ، واس بينهم في اللّحظة والنّظرة ، حتّى لا يطمع العظماء في حيفك لهم ، ولا ييأس الضّعفاء من عدلك ... » (٢).
ومن مظاهر المساواة العادلة التي أعلنها الإمام عليهالسلام المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ، فلم يفرض حقّا على الضعيف ويعف عن القوي ، بل الكلّ متساوون أمام عدله.
من برامج سياسة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام مواساته للفقراء والضعفاء في جشوبة العيش ومكاره الدهر ، وقد أعلن عن مواساته للشعوب الإسلامية بقوله :
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٩.
(٢) نهج البلاغة ٣ : ٥٦٣.