وانبرى كبار الصحابة الذين ناصروا الرسول صلىاللهعليهوآله وساهموا في بناء الإسلام فأعلنوا تأييدهم الكامل للإمام ، وهم :
ووقف ثابت بن قيس خطيب الأنصار أمام الإمام وخاطبه قائلا :
والله! يا أمير المؤمنين ، لئن كانوا قد تقدّموك في الولاية فما تقدّموك في الدين ، ولئن كانوا سبقوك أمس لقد لحقتهم اليوم ، ولقد كانوا وكنت ، لا يخفى موضعك ، ولا يجهل مكانك ، يحتاجون إليك فيما لا يعلمون وما احتجت إلى أحد مع علمك.
وحكى هذا الخطاب سموّ مكانة الإمام وعظيم منزلته ، فانّ الخلفاء الذين سبقوه إنّما سبقوه في الخلافة لا في الدين ، فإنّه أوّل من آمن بالله وبرسوله ، وهو المجاهد الأوّل في دنيا الإسلام ، والخلفاء وغيرهم محتاجون لعلمه وهو غير محتاج لأحد منهم.
وهو الصحابي الفذّ الذي نال ثقة الرسول صلىاللهعليهوآله فجعل شهادته تساوي شهادة اثنين ، وقد أقبل نحو الإمام وقال له :
يا أمير المؤمنين ، ما أصبنا لأمرنا هذا ـ أي الخلافة ـ غيرك ، ولا كان المنقلب إلاّ إليك ، ولئن صدقنا أنفسنا فيك لأنت أقدم الناس إيمانا ، واعلم الناس بالله ، وأولى المؤمنين برسول الله صلىاللهعليهوآله ، لك ما لهم ، وليس لهم ما لك ..
ثمّ خاطب الجماهير بهذه الأبيات :
إذا نحن بايعنا
عليا فحسبنا |
|
أبو حسن ممّا
نخاف من الفتن |
وجدناه أولى
الناس بالناس إنّه |
|
أطبّ قريش
بالكتاب وبالسّنن |