فأشار عليه بالصواب قائلا :
أرى أن ترجع إلى فرسك ودرعك فتأخذهما فإنّ أحدا لا يقدم عليك وأنت فارس ...
ولم يستجب الزبير لهذا النصح الخالص الذي يضمن حياته ، فقد أعرض عنه ، وأصبح وابن جرموز معه قد لبس درعه واعتلى فرسه ، وقد غفل الزبير عمّا دبّر له ، وبينما هو في غفلة وذهول من أمره بادر إليه ابن جرموز فطعنه ثمّ أجهز عليه ، فاحتزّ رأسه وأتى به وبسيفه إلى الإمام عليهالسلام ، فأخذ السيف وبدا عليه الحزن ، وقال بنبرات تقطر أسى :
« سيف والله! طالما جلى به عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله الكرب .. ».
لقد انتهت حياة الزبير بمثل هذا المصير المؤلم ، وقد كان من أعلام المجاهدين في الإسلام. لقد ختم حياته بالتمرّد وإعلان الحرب على وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وباب مدينة علمه ، وقد ألقاه في هذا المستوى السحيق جشعه وحبّه للدنيا وولده عبد الله الذي هام في حبّ الملك والسلطان ، وعلى أي حال فقد فجعت زوجته عاتكة بنت زيد ، وقالت ترثيه بذوب روحها ، كما عرضت إلى غدر ابن جرموز به قالت :
غدر ابن جرموز
بفارس بهمة |
|
يوم اللقاء وكان
غير مسدّد |
يا عمرو ، لو
نبّهته لوجدته |
|
لا طائشا رعش
الجنان ولا اليد |
شلّت يمينك إن
قتلت لمسلما |
|
وجبت عليك عقوبة
المتعمّد (١) |
أمّا طلحة فهو ثاني شخصيّة في هذه الحرب الظالمة ، وكان من الحاقدين على
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ : ١١٢.