وثمّة إجراء آخر قام به الإمام ضدّ حكومة عثمان ، فقد بادر إلى عزل ولاته واحدا بعد واحد ممّن أظهروا الجور والفساد في الأرض ، فقد أقصى جميع الأمويّين عن جهاز دولته لأنّ إبقاءهم في مناصبهم إقرار للظلم والطغيان ، وقد عزل بالفور معاوية بن أبي سفيان الذي هو من أعظم ولاة عمر وعثمان ، وقد نصحه جماعة من المخلصين له بإبقائه على عمله حتى تستقرّ الأوضاع ، فأبى وامتنع من المداهنة في دينه ، وقد دخل عليه زياد بن حنظلة ليعرف رأيه في معاوية فقال له الإمام :
لأي شيء يا أمير المؤمنين نغزوا الشام؟ .. الرفق والأناة أمثل ..
فأجابه الإمام :
« متى تجمع
القلب الذّكيّ وصارما |
|
و أنفا حميا
تجتنبك المظالم » |
وعبأ جنوده لغزو الشام ، والقضاء على معاوية إلاّ أنّه فوجئ بتمرّد طلحة والزبير وعائشة ، فانشغل بهم ، وانصرف إلى البصرة لانقاذها منهم.
وأجهد الإمام نفسه على أن يسوس الناس بسياسة مشرقة قوامها العدل الخالص ، والحقّ المحض ، وينشر الرفاه والأمن ، ويوزّع الخيرات على العباد بالسواء ، فلا يختصّ بها قوم دون آخرين ..
وهذه شذرات من سياسته الداخلية :
وتبنّى الإمام عليهالسلام في جميع مراحل حكمه المساواة والعدالة بين الناس ، فلا امتياز لأي أحد على غيره ، وهذه بعض مظاهر مساواته :