أكون شريكك فيها ..
واستجاب معاوية له فبادر قائلا :
أنت شريكي فيها ..
اكتب لي مصرا وكورها ..
لك ما تريد ..
إنّها مساومة مفضوحة على الملك ، ولم يكن لدم ابن عفّان نصيب ، وسجّل معاوية لابن العاص ولاية مصر وجعلها ثمنا لانضمامه إليه على محاربة الإمام عليهالسلام الذي هو أفضل إنسان خلقه الله بعد نبيّه وكتب ابن العاص في أسفل الكتاب ، ولا تنقص طاعته شرطا.
رفع معاوية بمشورة ابن العاص رسالة إلى أهل المدينة يدعوهم فيها إلى خذلان الإمام عليهالسلام ، والتمرّد على حكومته ، جاء فيها :
أمّا بعد .. فإنّه مهما غاب عنّا ، فإنّه لم يغب عنّا أنّ عليّا قتل عثمان ، والدليل على ذلك أنّ قتلته عنده ، وإنّا نطلب بدمه حتى يدفع إلينا قتلته ، فنقتلهم ، فإن دفعهم إلينا كففنا عنه ، وجعلناها شورى بين المسلمين ، على ما جعلها عليه عمر بن الخطّاب ... فأمّا الخلافة فلسنا نطلبها فأعينونا يرحمكم الله ، وانهضوا يرحمكم الله ... (١).
وحفلت هذه الرسالة بالمغالطات والأكاذيب ، فقد اتّهم معاوية الإمام بقتل عثمان ، مع علمه إنّ الإمام بريء منه ، وإنّما أجهزت عليه سياسته التي عرضنا لها
__________________
(١) نسب هذا الكتاب إلى المسور بن مخرمة كما في الإمامة والسياسة ١ : ١١٩.