التمرّد والعصيان وإعلان الحرب.
وانبرى يزيد بن قيس الأرحبي فألقى كلمة رائعة دعى فيها معاوية إلى الحقّ قائلا :
إنّا لم نأتك إلاّ لنبلّغك ما بعثنا به إليك ، ولنؤدّي ما سمعنا منك ، لن ندع أن ننصح لك ، وأن نذكر ما ظننّا أنّ لنا به عليك حجّة ، أو أنّه راجع بك إلى الألفة والجماعة ، إنّ صاحبنا لمن قد عرفت ، وعرف المسلمون فضله ، ولا أظنّه يخفى عليك : إنّ أهل الدين والفضل لن يعدلوك بعليّ عليهالسلام ، ولن يميّلوا بينك وبينه ، فاتّق الله يا معاوية! ولا تخالف عليّا ، فإنّا والله! ما رأينا رجلا قطّ أعمل بالتقوى ، ولا أزهد في الدنيا ، ولا أجمع لخصال الخير كلّها منه ...
وأشاد هذا الخطاب بفضل الإمام عليهالسلام ، وأنّه نسخة لا ثاني لها في المسلمين تقوى وورعا وجهادا وتجرّدا عن متع الحياة وزهوها ... ولكنّ ابن هند لم يع منطق الحقّ ، ولم يهتمّ بامور المسلمين فردّ عليه :
وأجاب معاوية بأغاليطه قائلا :
أمّا بعد .. فإنّكم دعوتم إلى الطاعة والجماعة ، فأمّا الجماعة التي دعوتم إليها فنعمّا هي ، وأمّا الطاعة إلى صاحبكم فإنّا لا نراها ، إنّ صاحبكم قتل خليفتنا ، وفرّق جماعتنا ، وآوى ثأرنا ، وقتلتنا ، وصاحبكم يزعم أنّه لم يقتله ، فنحن لا نردّ ذلك عليه ، أرأيتم قتلة صاحبنا؟ ألستم تعلمون أنّهم أصحاب صاحبكم؟ فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به ، ونحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة ...
وحفل خطاب معاوية بالكذب والنفاق ، فقد عزى قتل عثمان إلى الإمام ،