وإنّ قريشا ما
تشقّ غباره |
|
إذا ما جرى يوما
على الضّمّر البدن |
وفيه الذي فيهم
من الخير كلّه |
|
وما فيهم كلّ
الّذي فيه من حسن (١) |
وأشادت هذه الكلمات نثرا ونظما بمكانة الإمام ، وأنّه أوّل الناس إسلاما ، وأقدمهم إيمانا ، وأنّه أعلم الناس بالله ، وأولاهم برسوله صلىاللهعليهوآله ، وأنّه شارك الخلفاء في مؤهّلاتهم ولم يشاركوه في مؤهّلاته وصفاته.
وانبرى المجاهد الكبير صعصعة بن صوحان فخاطب الإمام قائلا :
والله! يا أمير المؤمنين ، لقد زيّنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، ولهي أحوج منك إليها .. (٢).
وحكت هذه الكلمات الصدق بجميع رحابه ومفاهيمه ، فالإمام بتسلّمه للحكم قد زان الخلافة وازدهرت به ، ولم تكسبه أي شيء من معطياتها.
وانبرى الزعيم الكبير مالك الأشتر ، وهو من ألصق الناس بالإمام ومن أكثرهم فهما له ، فخاطب المسلمين قائلا :
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٣ : ١١٥. وذكر السيّد المرتضى في الفصول المختارة ٢ : ٦٧ زيادة على هذه الأبيات وهي :
وصيّ رسول الله من دون أهله |
|
وفارسه قد كان في سالف الزمن |
وأوّل من صلّى من الناس كلّهم |
|
سوى خيرة النسوان والله ذو المنن |
وصاحب كبش القوم في كلّ وقعة |
|
يكون لها نفس الشجاع لدى الذّقن |
فذاك الذي تثني الخناصر باسمه |
|
إمامهم حتى اغيّب في الكفن |
(٢) بهذا المعنى أدلى أحمد بن حنبل قال : « إنّ الخلافة لم تزيّن عليّا بل عليّ زانها ». مناقب أحمد : ص ١٦٣.