الذين حاربوا رسول الله صلىاللهعليهوآله وجهدوا على إطفاء نور الإسلام هؤلاء جميعا خلعوا طاعة الإمام عليهالسلام ، وأعلنوا العصيان المسلّح على حكومته واتّخذوا دم عثمان بن عفّان شعارا لهم ، ومعظهم قد شاركوا في إراقة دمه ، وليس للإمام عليهالسلام أي ضلع في الإجهاز عليه ، وقد فتحوا باب الحرب على الإمام فاحتلّوا البصرة ، وأراقوا دماء المسلمين بغير حقّ هذا بعض ما حفل به خطاب الإمام من بنود.
ورافق الإمام في مسيره لحرب عائشة جمهرة من أعلام الصحابة وخيارهم ، كما رافقوه في حربه لمعاوية ، ومن المؤكّد أنّهم قد اتّبعوه على هدى وبصيرة من أمرهم لا لعاطفة أو هوى وتقليد ، فقد أيقنوا أنّه على الحقّ ، وخصومه على مزلة الباطل ، فلم يغب عن أذهانهم قول النبيّ صلىاللهعليهوآله فيه : « عليّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ » وقوله فيه : « عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى » وغير ذلك من أحاديثه في شأن الإمام عليهالسلام.
وعلى أيّ حال فقد ذكر محمّد بن حبيب القرشي البغدادي المتوفّى سنة ٢٢٥ ه أسماء بعض الصحابة الذين نفروا مع الإمام في حرب الجمل الذي فرضته عليه الاسر القرشية ، وهم :
١ ـ الصحابي العظيم الطيّب ابن الطيّب عمّار بن ياسر : شهد مع الإمام حرب الجمل وصفّين ، واستشهد في صفّين.
٢ ـ سهل بن حنيف : شهد مع الرسول صلىاللهعليهوآله بدرا ، وكان من أفاضل الصحابة وخيارهم ، ورافق الإمام في حرب الجمل وصفّين ، توفّي بالكوفة.
٣ ـ عثمان بن حنيف : من أفذاذ الصحابة وخيارهم ، شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله واقعة احد والمشاهد كلّها ، وقد وجّهه عمر إلى مسح السواد ، وولاّه الإمام البصرة ، وحضر