إذا ما رمونا
رميناهم |
|
ودنّاهم مثل ما
يقرضونا |
فقالوا : عليّ
إمام لنا |
|
فقلنا : رضينا
ابن هند رضينا |
وقالوا : نرى أن
تدينوا له |
|
فقلنا : ألا لا
نرى أن ندينا |
ومن دون ذلك خرط
القتاد |
|
وضرب وطعن يفضّ
الشّئونا (١) |
وكلّ يسرّ بما
عنده |
|
يرى غثّ ما في
يديه سمينا |
وما في عليّ
لمستعتب |
|
مقال سوى ضمّه
المحدثينا (٢) |
وإيثاره اليوم
أهل الذنوب |
|
ورفع القصاص عن
القاتلينا |
إذا سيل عنه حذا
شبهة |
|
وعمّى الجواب
على السّائلينا |
فليس براض ولا
ساخط |
|
ولا في النّهاة
ولا الآمرينا |
ولا هو ساء ولا
سرّه |
|
ولا بدّ من بعض
ذا أن يكونا (٣) |
وليس في هذه الوثيقة إلاّ المغالطات السياسية والتمرّد على الحقّ والإصرار على الباطل ، وهي من سمات معاوية ومن عناصره وذاتياته.
ولمّا وردت تلك الرسالة على الإمام عليهالسلام قرأها فرأى الباطل ماثلا في كلّ كلمة منها ، فأجابه بهذه الرسالة :
« من عليّ بن أبي طالب إلى معاوية بن صخر ..
أمّا بعد .. فقد أتانا كتابك كتاب امرئ ليس له بصر يهديه ،
__________________
(١) الشؤن : هي الشعب التي تجمع القبائل.
(٢) المحدثون : هم الجناة.
(٣) الكامل ـ المبرد ١ : ١٥٥. العقد الفريد ٢ : ٢٣٣. شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١ : ٢٠٢. الإمامة والسياسة ١ : ٧٧.