وهزّ عليّ
بالعراقين لحية |
|
مصيبتها جلّت
على كلّ مسلم |
فقال : سيأتيها
من الله حادث |
|
ويخضبها أشقى
البريّة بالدّم |
فباكره بالسّيف
ـ شلّت يمينه |
|
لشؤم قطام عند
ذاك ابن ملجم |
فيا ضربة من
خاسر ضلّ سعيه |
|
تبوّأ منها
مقعدا في جهنّم |
ففاز أمير
المؤمنين بحظّه |
|
وإن طرقت فيها
الخطوب بمعظم (١) |
ورثي الإمام عليهالسلام بهذه القصيدة ، وقد اختلف الرواة في ناظمها ، فقيل : إنّها للسيّدة أمّ كلثوم بنت الإمام عليهالسلام.
وقيل : إنّها لأمّ الهيثم بنت العريان الخثعمية.
وقيل : إنّها لأبي الأسود الدؤلي ، وهذا نصّها :
ألا يا عين جودي
واسعدينا |
|
ألا فابكي أمير
المؤمنينا |
وتبكي أمّ كلثوم
عليه |
|
بعبرتها وقد رأت
اليقينا |
ألا قل للخوارج
حيث كانوا |
|
فلا قرّت عيون
الحاسدينا |
وأبكي خير من
ركب المطايا |
|
وفارسها ومن ركب
السّفينا |
ومن لبس النّعال
ومن حفاها |
|
ومن قرأ المثاني
والمئينا |
ومن صام الهجير
وقام ليلا |
|
وناجى الله خير
الخالقينا (٢) |
والقصيدة كلّها على هذا السمت ، وهي تضارع الشعر الشعبي ، وقد تليت في الجامع الأعظم في الكوفة ، فاهتزّ الجامع ببكاء الكوفيّين وصراخهم ، وقد أسفوا كأشدّ ما يكون الأسف على خذلانهم للإمام ، وعصيانهم لأوامره.
__________________
(١) مقتل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : ١١٠.
(٢) بحار الأنوار ٤٢ : ٢٩٩.