ويشيد بفضلهم وسموّ مكانتهم عنده ، وقد حرمت عائشة من البنين الأمر الذي أثار كوامن الحسد والحقد في نفسها على الإمام وزوجته وأبنائه وظلّ ذلك ملازما لها طوال حياتها ، فقد منعت من دفن جنازة سبط الرسول الإمام الحسن عليهالسلام بجوار جدّه ، وقالت : لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ.
٥ ـ ومن بواعث حقد عائشة على الاسرة النبوية أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان دوما يشيد بامّ الزهراء عليهاالسلام السيّدة خديجة ويترحّم عليها ، وكان إذا ذبح شاة اختار أطيب ما فيها من لحم وبعثه إلى صديقات خديجة ، وكانت عائشة تتميّز غيظا من ذلك وتقول له بحرارة : ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها؟
ويسارع النبيّ صلىاللهعليهوآله رادّا عليها :
« ما أبدلني الله خيرا منها ، آمنت بي حين كفر بي النّاس ، وواستني بمالها حين حرمني النّاس ، ورزقت منها الولد ـ وهي سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام ـ وحرمته من غيرها ».
هذه بعض الأسباب ـ فيما نحسب ـ هي التي أدّت إلى حقد عائشة على الإمام ومناهضتها لحكومته.
وخفّت عائشة مسرعة إلى السيّدة أمّ سلمة تطلب القيام معها لإسقاط حكومة الإمام .. وهو من الغرابة بمكان ، فإنّ أمّ سلمة قد شاع عنها ولاؤها للإمام ، وكانت تكنّ له خالص المودّة ، فهل خفي ذلك على عائشة؟ الأمر الذي يدلّ على عدم عمقها بالاتّجاهات الفكرية والسياسية.
وعلى أي حال فقد التقت عائشة بامّ سلمة ، وقدّمت لها هذه الكلمات الناعمة لإغرائها قائلة لها :
يا بنت أبي أميّة ، أنت أوّل مهاجرة من أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنت كبيرة