وقفل صعصعة راجعا لم يحقّق في وفادته أي شيء ، فأخبر الإمام عليهالسلام أنّهم لا يريدون إلاّ قتاله ، فتألّم وقال بذوب روحه :
« الله المستعان ».
وأوفد الإمام عليهالسلام للقاء القوم حبر الأمّة عبد الله بن عباس ليحاججهم بمنطقه الفيّاض ، فسارع إليهم ، والتقى أوّلا :
مع طلحة : وبدأ ابن عبّاس مع طلحة ، فذكّره ببيعته للإمام ، وأنّها عهد في رقبته ، فقال طلحة :
بايعت عليّا والسيف على رقبتي ...
فردّ عليه ابن عباس :
أنا رأيتك بايعت عليّا طائعا ، أو لم يقل لك قبل بيعتك له : إن أحببت ابايعك ، فقلت : لا بل نحن نبايعك ..؟
ولم يستطع طلحة إنكار ذلك ، وإنّما أخذ يلفّق معاذيره في تمرّده قائلا :
إنّما قال لي ذلك ، وقد بايعه القوم فلم أستطع خلافهم.
والله يا ابن عبّاس! إنّ القوم الذين معه يغرّونه ...
أما علمت يا بن عبّاس إنّي جئت إليه والزبير ، ولنا من الصحبة ما لنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والقدم في الإسلام ، وقد أحاط به الناس قياما على رأسه بالسيف ، فقال لنا ـ بهزل ـ : إن أحببتما بايعت لكما ، فلو قلنا : نعم ، أفتراه يفعل؟ وقد بايع الناس له ، فليخلع نفسه ، ويبايعنا ، لا والله! ما كان يفعل ، وحتّى إن يغري بنا من لا يرى لنا حرمة ، فبايعناه كارهين ، وقد جئنا نطلب بدم عثمان ، فقل لابن عمّك : إن كان يريد