حقن الدماء وإصلاح أمر الامّة فليمكّننا من قتلة عثمان فهم معه ، ويخلع نفسه ، ويردّ الأمر ليكون شورى بين المسلمين فيولّوا من شاءوا ، فإنّما عليّ رجل كأحدنا ، وإنّ أبى أعطيناه السيف فما له عندنا غير هذا ...
وحفل كلام طلحة بالمغالطات ، فليست عنده حجّة أو دليل يركن إليه ، أيستقيل الإمام من منصبه بعد ما بايعه المسلمون بيعة عامّة لم يظفر بمثلها أحد من الخلفاء؟ إذ لم تكن بيعته فلتة ، ولم تكن عن الشورى الهزيلة التي دبّرت ضدّ الإمام فكيف يتخلّى الإمام عن منصبه ويغرق الأمّة بالفتن والخطوب؟ وردّ عليه ابن عبّاس بقوله :
يا أبا محمّد ، لست تنصف ، ألم تعلم أنّك حضرت عثمان ، حتّى مكث عشرة أيام يشرب من ماء بئره ، وتمنعه من شرب ماء الفرات حتى كلّمك عليّ في أن تخلّي الماء له ، وأنت تأبى ذلك.
ولمّا رأى أهل مصر فعلك ، وأنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله دخلوا عليه بسلاحهم فقتلوه ، ثمّ بايع الناس رجلا له من السابقة والفضل والقرابة برسول الله صلىاللهعليهوآله والبلاء العظيم ما لا يدفع وجئت أنت وصاحبك طائعين غير مكرهين حتى بايعتما ثمّ نكثتما ، فعجب والله! إقرارك لأبي بكر وعمر وعثمان بالبيعة ، ووثوبك على ابن أبي طالب ، فو الله! ما عليّ دون أحد منكم.
وأمّا قولك : يمكّنني من قتلة عثمان ، فما يخفى عليك من قتل عثمان.
وأمّا قولك : إن أبى عليّ فالسيف ، فو الله! إنّك تعلم أنّ عليّا لا يتخوّف ....
لقد فنّد ابن عبّاس أغاليط طلحة وحججه الواهية الرخيصة التي تذرّع بها لمحاربة الحقّ ، والخروج على إمام زمانه ، ومضى طلحة يهدّد ويتوعّد قائلا :
أيها الآن دعنا من جدالك ..