وسمّه بألف درهم؟ ومن أين له الأموال البالغة ثلاثة آلاف درهم؟ وعبد وقينة؟ وقد أعطاها مهرا للبغية قطام؟
كلّ ذلك ممّا يدعو إلى الظنّ أنّه تلقّى دعما ماليّا من الأمويّين ليقوم باغتيال الإمام.
٦ ـ أنّ ابن ملجم كان على اتّصال وثيق بابن العاص ، وكان معه حينما فتح مصر وأمره بالنزول بالقرب منه (١) ويروي الصفدي أنّ عمر بن الخطّاب أوصى ابن العاص برعاية ابن ملجم ، وأكبر الظنّ أنّه أحاط ابن العاص علما بما اتّفق عليه مع زميليه من القيام باغتياله واغتيال الإمام ومعاوية ، ولذا لم يخرج ابن العاص للصلاة في تلك الليلة واستناب خارجة ، فقام التميمي باغتياله ظانّا أنّه ابن العاص فلذا لم تكن نجاته وليدة مصادفة ، وإنّما كانت عن علم بذلك.
هذه بعض الملاحظات التي توجب الظنّ في اشتراك الحزب الأموي في اغتيال الإمام (٢).
كان الإمام عليهالسلام لا يخامره شكّ في أنّ ابن ملجم هو الذي يقوم باغتياله ، وقد ذكر الرواة أنّه جاء ليبايع الإمام فردّه مرّتين أو ثلاثا ، ثمّ بايعه ، فأخذ الإمام منه المواثيق بأن لا يغدر ، ولا ينكث بيعته ، فقال له ابن ملجم :
ما رأيتك تفعل هذا بغيري؟ فأعرض عنه الإمام ، فلمّا ولّى قال الإمام لغزوان : « احمله على الأشقر » ، فحمله عليه ، ثمّ تمثّل الإمام :
__________________
(١) لسان الميزان ٣ : ٤٤٠.
(٢) حياة الإمام الحسين ٢ : ١٠٤ ـ ١٠٦.