أيّها الناس ، هذا وصيّ الأوصياء ، ووارث علم الأنبياء ، العظيم البلاء ، الحسن العناء ، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان ، ورسوله بجنّة الرضوان ، من كملت فيه الفضائل ، ولم يشكّ في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ولا الأوائل ..
أمّا الزعيم مالك فهو من أكثر أصحاب الإمام وعيا وفهما لحقيقته ، وقد حكت هذه الكلمات مدى فهمه للإمام عليهالسلام ، فهو وصيّ الأوصياء ، ووارث علم الأنبياء ، وهذه هي عقيدة الشيعة في الإمام منذ فجر تأريخهم حتى يوم الناس هذا.
وانبرى عبد الرحمن بن حنبل الجمحي فأبدى سروره البالغ ببيعة الإمام ، وأنشأ هذه الأبيات :
لعمري لقد
بايعتموا ذا حفيظة |
|
على الدّين
معروف العفاف موفّقا |
عفيفا عن
الفحشاء أبيض ماجدا |
|
صدوقا مع
الجبّار قدما مصدّقا |
أبا حسن فارضوا
به وتمسّكوا |
|
فليس لمن فيه
يرى العيب مطلقا |
عليّا وصيّ
المصطفى وابن عمّه |
|
و أوّل من صلّى
لذي العرش واثقا (١) |
ومعنى هذه الأبيات أنّ المسلمين قد بايعوا المحافظ على دينهم ، العفيف في سلوكه ، المنزّه عن كلّ عيب ونقص ، وفيها دعوة المسلمين إلى التمسّك ببيعته ، فهو وصي المصطفى وابن عمّه ، وأوّل من صلّى وآمن بالله.
وقام عقبة بن عمرو فأشاد بفضل الإمام عليهالسلام قائلا :
من له يوم كيوم العقبة ، وبيعة كبيعة الرضوان ، والإمام الأهدى الذي لا يخاف
__________________
(١) حياة الإمام الحسن عليهالسلام ١ : ٣٧٩.