قالوا : وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال : « غضّ الأبصار ، وردّ السّلام ، وإرشاد الضّالّ » ، قالوا قد قبلنا فتركهم.
أمّا الخمر فإنّه من الجرائم التي تصدّ عن ذكر الله وتلقي الناس في شرّ عظيم ، وقد اتّخذ الإمام جميع الإجراءات لمنع انتشاره بين الناس ، وقد حرق الإمام قرية من قرى الكوفة يباع فيها الخمر.
والإمام هو أوّل خليفة أحدث السجن ، وقد بنى سجنا يسمّى نافعا ، ولم يكن بناؤه محكما ، فكان السجناء يخرجون منه ، فهدّمه وبنى سجنا سمّاه نحيسا وقال :
« ألا تراني
كيّسا مكيسا؟ |
|
بنيت بعد نافع
نحيسا |
حصنا حصينا وأميرا كيسا » |
وأنشأ الإمام بيتا للمظالم أنشاه للذين لا يتمكّنون من الوصول إلى السلطة ، وكان عليهالسلام يشرف عليه بنفسه ولا يدع أحدا يصل إليه فيطّلع على الرقاع ، ويبعث خلف المظلوم ويأخذ بحقّه من الظالم ، ولمّا صارت واقعة النهروان ورجع إلى الكوفة فتح باب البيت فوجد الرقاع كلّها مليئة بسبابه وشتمه ، فألغى ذلك البيت (١).
وأحدث الإمام عليهالسلام جهازا للمحافظة على الأمن ومراقبة الأحداث ، وقد سمّاه ( شرطة الخميس ) ، وقد اختار لها خيرة الرجال في إيمانهم وتحرّجهم في الدين ،
__________________
(١) صبح الأعشى ١ : ٤٧١.