« اريد حياته
ويريد قتلي |
|
عذيرك من خليلك
من مراد » (١) |
و التفت الإمام إلى من حضر وقال لهم : « والله! ما أراه يفي بما قال » (٢) ، وما كان هذا الإنسان الممسوخ يفي بما قال ، فقد نكث ما عاهد عليه الله فاغتال إمام المتّقين وسيّد العابدين.
كان الإمام عليهالسلام على المنبر يخطب ، وكان الخبيث الدنس ابن ملجم إلى جانب منصّة الخطابة ، فقال مهدّدا ومتوعّدا للإمام : والله! لأريحنّهم منك ، فسمعه بعض الجالسين ، فألقى عليه القبض ، وجاء به مخفورا إلى الإمام فأخبره بمقالته ، فأمر الإمام بإطلاق سراحه ، وقال : « لم يقتلني بعد » (٣) ، وهكذا فتح الإمام باب الحرية على نطاق واسع لأعدائه وخصومه ، فلذا كانوا لا يخشونه ولا يخافون عقابه.
ولمّا دخل الدنس الخبيث ابن ملجم إلى الكوفة التقى ببعض أصحابه من تيم الرباب ، وكانت قطام عنده ، وكان الإمام قد قتل أباها وأخاها في واقعة النهروان ،
__________________
(١) يروى اريد حباءه أي عطاءه وصلته ، والبيت من قصيدة لعمر بن معدي كرب منها هذه الأبيات :
تمنّا من ليقتلن أبي |
|
وددت وأينما منّي ودادي |
فلو لاقيتني للقيت قرنا |
|
وصرح شحم قلبك عن سواد |
إذن للقيت عمّك غير نكس |
|
ولا متعلم قتل الوحاد |
اريد حباءه البيت جاء ذلك في خزانة الأدب ٦ : ٣٦٠ والأغاني ١٥ : ٢٢٨.
(٢) المناقب ٣ : ٩٣.
(٣) علي بن أبي طالب بقيّة النبوّة وخاتم الخلافة : ٥٦٢.