الإمام لموقفه من بيعة أبي بكر الذي هو من ألصق الناس بطلحة وهو الذي أغرى الزبير بالتمرّد على حكومة الإمام عليهالسلام.
وعلى أي حال فقد اتّفق الرواة على أنّ مروان بن الحكم قد انتهز غفلته ورماه بسهم أجهز عليه ، وقال : لا أطلب ثارا بعد اليوم .. إنّ دم عثمان عند هذا ، وقال لبعض ولد عثمان :
لقد كفيتك ثأر أبيك من طلحة .. وبمقتله ومصرع الزبير فقد انتهت القيادة العامّة في جيش عائشة.
وتولّت عائشة القيادة العامّة للجيش بعد هلاك الزبير وطلحة ، فكانت هي التي تتولّى إصدار الأوامر في العمليات الحربية ، وقد احتفّ بهودجها بنو ضبّة وهم من أغلظ الناس قلوبا وطباعا وهم ينشدون :
نحن بنو ضبّة
أصحاب الجمل |
|
ننازل القرن إذا
القرن نزل |
والقتل أشهى
عندنا من العسل |
|
نبغي ابن عفّان
بأطراف الأسل |
ردّوا علينا شيخنا ثمّ بجل
كما أحاطت بجمل عائشة الأزد وبنو ناجية ، وقد هاموا بحبّها والإخلاص إليها فكانوا يأخذون بعر جملها ويشمّونه ويقولون : بعر جمل أمّنا ريحه ريح المسك ...
وكان جملها ـ عسكر ـ هو الراية التي يقاتل تحتها اولئك البسطاء ، ويتساقطون جملة وأفرادا ، وخرج كعب بن سور مع اخوة له ثلاثة أو أربعة ، وفي عنقه مصحف ، فقتلوا جميعا وتتابع الرجال بلهفة بأخذ خطام جملها ، حتى قتل سبعون من قريش خاصّة ، وكانت عائشة تسأل عن الآخذ بخطام جملها فتمجّده ، وتغريه للدفاع