افتخر ابن العاص على أهل الشام بما حقّقه من انجاز عظيم في خداعه للغبي الأشعري ، واثر عنه من الشعر اعتزازه بذلك قال :
خدعت أبا موسى
خديعة شيظم (١) |
|
يخادع سقبا في
فلاة من الأرض |
فقلت له : إنّا
كرهنا كليهما |
|
فنخلعهما قبل
التّلاتل والدّحض (٢) |
فإنّهما لا
يغضيان على قذى |
|
من الدّهر حتّى
يفصلان على أمض (٣) |
فطاوعني حتّى
خلعت أخاهم |
|
وصار اخونا
مستقيما لدى القبض |
وإنّ ابن حرب
غير معطيهم الولا |
|
ولا الهاشميّ
الدهر أو ربع الحمض |
وأعرب ابن العاص بهذه الأبيات عن سروره البالغ لخديعته للأشعري وأنّه حقّق الانتصار الكاسح لمعاوية.
وردّ ابن عبّاس على ابن العاص أبياته بقوله :
كذبت ولكن مثلك
اليوم فاسق |
|
على أمركم يبغي
لنا الشّرّ والعزلا |
وتزعم أنّ الأمر
منك خديعة |
|
إليه وكلّ القول
في شأنكم فضلا |
فأنتم وربّ
البيت! قد صار دينكم |
|
خلافا لدين
المصطفى الطيّب العدلا |
أعاديتم حبّ
النّبيّ ونفسه |
|
فما لكم من
سابقات ولا فضلا |
فأنتم وربّ
البيت! أخبث من مشى |
|
على الأرض ذا
نعلين أو حافيا رجلا |
غدرتم وكان
الغدر منكم سجيّة |
|
كأن لم يكن حرثا
ولا لم يكن نسلا (٤) |
__________________
(١) الشيظم : الطويل الجسم ، الفتى من الناس. والسقب : ولد الناقة.
(٢) التلاتل : الشدائد. الدحض : الزلل.
(٣) الأمض : الباطل.
(٤) وقعة صفّين : ٦٣٣.